مقدمة:
يستطيع الإنسان البقاء دون طعام لعدة أيام، ولكنه لا يستطيع الاستغناء عن الهواء الا لدقائق معدودة وبالتالي يجب أن يكون الهواء صالحاً للاستنشاق ولا يحتوي على ملوثات من شأنها أن تسبب ضرراً بالصحة العامة سواء على المدى القريب أو البعيد.
ومن الجدير بالذكر أن الهواء يستطيع أن يحتفظ بمكوناته في الظروف الطبيعية وحسب دورة الحياة في النظام البيئي فالنبات مثلاً يأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو ويحتفظ بالكربون ويطلق الأوكسجين وتتنفس الكائنات الحية الأوكسجين وإذا زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو فإن الفائض يذوب في البحار والمحيطات ويتفاعل مع أملاح الكالسيوم مكوناً كربونات الكالسيوم وبذلك تحفظ الطبيعة بذاتها الصحية (سحر حسين، 2008).
ولكن إنسان العصر الحديث قد جاء وخرب تلك المنظومة التي سيرها الله، فقد دمر الغابات، وطعن بالعمران على المساحات الخضراء، وراحت مصانعه تلقي كميات هائلة من الأدخنة في السماء ولهذا كله أسوا الآثار على الهواء وعلى توازن البيئة، وإذا لجأنا إلى الأرقام لنستدل بها - وهذا ما سيتم ادراجه في البحث لاحقا - فسوف نفزع من تضخم التلوث، ونعي جيدا الأثار السيئة على التوازن البيئي.
يعتبر تلوت الهواء من أقدم المشاكل البيئية التي عرفها الإنسان حيث إن مصادره الطبيعية متعددة كالبراكين، وقد بدأت مشاركة الإنسان في التلوث الهوائي بالظهور منذ أن بدأ الإنسان باستخدام النار في حياته اليومية. ومنذ ذلك الحين ما زالت هذه القضية في تفاقم مستمر وأصبحت تعد من أهم وأخطر القضايا البيئية على الإطلاق (رمضان الطنطاوي، 2004).
ولخطورة الوضع على المستوى العالمي ليس فقط الوضع البيئي المحلي؛ يعرض البحث الحالي تعريفا موجزا لتلوث الهواء، وأهم الملوثات الطبيعية والبشرية للتلوث الهوائي، ومن ثم أهم الأخطار الناجمة عن تلوث الهواء على البيئة بشكل عام وصحة الانسان على وجه الخصوص.
مصادر تلوث الهواء:
يعني تلوث الهواء: اختلاط الهواء بمواد معينة مثل وقود العوادم والدخان، وبإمكان تلوث الهواء الإضرار بصحة النباتات والحيوانات، وتخريب المباني والإنشاءات الأخرى. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من خمس سكان العالم يتعرضون لمستويات خطرة من ملوثات الهواء، وفيما يلي عرض لأهم المصادر الطبيعية والبشرية المسببة لتلوث الهواء (وزارة البيئة، د.ت؛ Hamanaka & Mutlu, 2018):
أ. المصادر الطبيعية:
وهي المصادر التي لا دخل للإنسان بها أي أنه لم يتسبب في حدوتها ويصعب التحكم بها وهي تلك الغازات المتصاعدة من التربة والبراكين وحرائق الغابات وكذلك الغبار الناتج من العواصف والرياح. وهذه المصادر عادة تكون محدودة في مناطق معينة ومواسم معينة وأضرارها ليست جسيمة إذا ما قورنت بالأخرى، ومن الأمثلة لهذه الملوثات:
1. غازات ثاني أكسيد الكبريت، فلوريد الإيدروجين، وكلوريد الهيدروجين المتصاعدة من أكاسيد النيتروجين المتصاعدة من البراكين المضطربة.
2. أكاسيد النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي للسحب الرعدية
3. كبريتيد الهيدروجين الناتج من انتزاع الغاز الطبيعي من جوف الأرض والمناجم أو بسبب البراكين ومن تحلل المواد العضوية المحتوية على الكبريت.
4. غاز الأوزون المتخلق ضوئياً في الهواء الجوي أو بسبب التفريغ الكهربي في السحب.
5. تساقط الأتربة المتخلفة عن الشهب والنيازك إلى طبقات الجو السطحية.
6. الأملاح التي تنتشر في الهواء بفعل الرياح والعواصف وتلك التي تحملها المخفضات والجبهات الجوية وتيارات الحمل الحرارية.
7. حبيبات لقاح النباتات.
8. الفطريات والبكتريا والميكروبات المختلفة التي تنتشر في الهواء سواء أكان مصدرها التربة أو نتيجة لتعفن الحيوانات والطيور الميتة والفضلات الأدمية.
9. المواد ذات النشاط الإشعاعي كتلك الموجودة في التربة وبعض صخور القشرة الأرضية وكذلك الناتجة عن تأين بعض الغازات بفعل الأشعة الكونية.
ب. المصادر البشرية:
وهي التي يحدثها أو يتسبب في حدوتها الإنسان وهي أخطر من السابقة وتثير القلق والاهتمام حيث إن مكوناتها أصبحت متعددة ومتنوعة وأحدثت خللا في تركيبة الهواء الطبيعي وكذلك في التوازن البيئي وأهم تلك المصادر:
1. وسائل النقل البري والبحري والجوي.
2. استخدام الوقود لإنتاج الطاقة.
3. النشاط الإشعاعي.
4. النشاط السكاني ويتعلق بمخلفات المنازل من المواد الصلبة والسائلة وكذلك بسبب كثرة استخدام المبيدات الحشرية والمذيبات الصناعية.
5. النشاط الزراعي وكثرة استخدام المواد الكيماوية المختلفة في أغراض التسميد والزراعة.
الأضرار الناجمة عن تلوث الهواء:
يعد تلوث الهواء المحيط عامل الخطر الرئيسي على الصحة البيئية على مستوى العالم، حيث أدى إلى ما يقرب من 3.5 مليون حالة وفاة مبكرة في عام 2017 بسبب السكتة الدماغية وأمراض القلب الإقفارية ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وغيرها (World Bank Group, 2019). وفي غياب التدخل القوي، يقدر أن عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الهواء المحيط في طريقه إلى الزيادة بأكثر من 50 في المائة بحلول عام 2050. (UNEP, 2022). ويعد قطاع النقل العالمي مصدرًا رئيسيًا لهذا العبء الصحي من خلال مساهمته في ارتفاع تركيزات الجسيمات الدقيقة (PM) والأوزون وثاني أكسيد النيتروجين (Anenberg, et al., 2019).
أ. أضرار تلوث الهواء على الانسان:
يؤدي تراكم ملوثات الهواء بتراكيز عالية إلى الإضرار بالصحة العامة للكائنات الحية، وخاصةً البشر، إذ يعيش الملايين من الأفراد في مناطق مُلوثة بالضباب الدخاني وخاصةً في المناطق الحضرية، إضافةً إلى التلوث بالجسيمات، وغيرها من السموم المُسببة لمشاكل صحية خطيرة (Ghorani-Azam, et al., 2016).
وقد يؤدّي الضباب الدخاني إلى الإصابة بحساسية العينين والحلق، وتلف الرئتين، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الخارج للعمل أو ممارسة الرياضة، كما أنّه يؤثّر على الأطفال وكبار السن على حدّ سواء، بالإضافة إلى زيادة شدّة أعراض الربو أو الحساسية لمن يُعانون منها(Mackenzie & Turrentine, 2021).
كما يشمل التأثير السام لملوثات الهواء على الجهاز العصبي المضاعفات العصبية والاضطرابات النفسية، فقد يتسبب الضعف العصبي في عواقب وخيمة، خاصة عند الرضع، في المقابل ستؤدي الاضطرابات النفسية إلى انتشار العدوانية والسلوكيات المعادية للمجتمع، إذ أفادت الدراسات الحديثة عن وجود علاقة بين تلوث الهواء وفرط النشاط العصبي وظهور أمراض عصبية مزمنة كالزهايمر والباركنسون، في حين أظهرت بعض الدراسات أن العنف والقلق في المدن الكبرى لهما علاقة وثيقة بالمستويات العالية لتلوث الهواء (Ghorani-Azam, et al., 2016).
كما تشير دراسة حديثة إلى أن الشباب الذين تعرضوا لتلوث الهواء كأطفال يواجهون معدلات أعلى من تحديات الصحة العقلية في سن 18 مقارنة بأقرانهم الأقل تعرضا. ويؤثر تلوث الهواء - بسبب الضباب الدخاني والأمطار الحمضية والسيارات وأسباب أخرى - سلبا على الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى هذه المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية. ومن المؤكد أن أولئك الذين يعيشون بالقرب من الطرق أو المناطق الأخرى التي يكون فيها التعرض لملوثات الهواء أعلى هم الأكثر عرضة لخطر آثاره السلبية بسبب التعرض المزمن (Rowello, 2021).
عادة ما تكون آثار تلوث الهواء على الدماغ مزمنة وتراكمية، وقد لا تُسبِّب أعراضا ملموسة لسنوات عديدة، لذا يُصبح التلوث مصدر قلق خاصة على الأطفال الذين لم تتطوَّر أدمغتهم تطورا كاملا. وهم أيضا أكثر عرضة لمرض الزهايمر في وقت مبكر من الحياة حيث تلعب ملوثات الهواء دورا حاسما (Calderón-Garcidueñas, et al., 2016).
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن الآثار المشتركة لتلوث الهواء المحيط والمنزلي مسؤولة عن حوالي 7 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم كل عام (WHO, 2022). وفي تقرير آخر تقدر تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة (أي دون احتساب التكاليف في القطاعات المحدِّدة للصحة مثل الزراعة والمياه والصرف الصحي) بمبلغ يتراوح بين مليارين و4 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2030 (منظمة الصحة العالمية، 2022)
ب. أضرار تلوث الهواء على البيئة:
تظهر الأدلة العلمية أن الأرض ترتفع درجة حرارتها بمعدل غير مسبوق، على سبيل المثال، في عام 2021، كان متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.11 درجة مئوية من مستويات ما قبل الصناعة، مع أن كل من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئا من العقد السابق. والمحرك الرئيسي لهذا التغيير العالمي في مناخنا هو انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية، وفي المقام الأول حرق الوقود الأحفوري (WHO, 2022).
إلى جانب الإضرار بصحة الإنسان، يمكن أن يتسبب تلوث الهواء في مجموعة متنوعة من الأضرار والكوارث البيئية ومنها:
1. الأمطار الحمضية.
2. التخنث.
3. الضباب.
4. الاضرار بالحياة البرية.
5. تلف المحاصيل الزراعية.
6. الاضرار بالغابات.
الهواء النظيف حق من حقوق الانسان:
الهواء النظيف مهم لصحة الناس وحياتهم اليومية، في حين أن تلوث الهواء هو أكبر خطر بيئي على صحة الإنسان وأحد الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تسبب الوفاة والمرض على مستوى العالم. ولذلك وبتشجيع من الاهتمام المتزايد للمجتمع الدولي بالهواء النقي، والتأكيد على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتحسين نوعية الهواء، بما في ذلك الحد من تلوث الهواء، لحماية صحة الإنسان، قررت الجمعية العامة إعلان يوم 7 أيلول/سبتمبر يوما دوليا لنقاوة الهواء من أجل السماء الزرقاء (UNEP, 2022).
بعض الطرق التي يمكن من خلالها الحد من تلوث الهواء:
أ. وضع أنظمة صارمة لنوعية الهواء للتحكم في التلوث الناتج من المصانع.
ب. الحد من استهلاك الطاقة من خلال استخدام أجهزة منزلية أكثر كفاءة وأقل استهلاك للطاقة.
ج. فحص السيارة بصفة منتظمة للتأكد من استهلاك الوقود بشكل منتظم وسليم.
د. استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الفحم للحد من التلوث الناتج عنه.
ه. استخدام الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية) للحد من التلوث الناتج عن الأنواع الأخرى.
و. شراء الكهرباء الخضراء المولدة من الطاقات المتجددة مثل الطاقة الكهرومائية والرياح أو الطاقة الشمسية.
ز. استخدام المركبات ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة الشمسية.
ح. استخدام وسائل النقل العامة أو النشطة (المشي أو ركوب الدراجات).
ط. استخدام المنتجات القابلة لإعادة التدوير لأنها تأخذ طاقة أقل لتحويلها إلى منتجات أخرى.
ي. تجنب الوقوف الدائم والمتكرر بالقرب من الطرق المزدحمة.
ك. زراعة الحدائق يساعد على تنقية وتجديد الهواء.
ل. شراء البطاريات القابلة لإعادة الشحن.
م. الإقلاع عن التدخين وتشجيع الآخرين على ذلك.
ن. تناول نظام غذائي صحي يحتوي على الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الاكسدة.
خاتمة:
لا شك أن تحسين صحة الإنسان غايةٌ يمكن لكل مواطن المساهمة فيها، سواء من خلال الترويج لتخضير المناطق العمرانية، الذي من شأنه التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه والحدّ في الوقت ذاته من التعرض لتلوث الهواء، أو المطالبة بفرض قيود على حركة المرور وتحسين نُظم المواصلات المحلية. فانخراط المجتمعات المحلية ومشاركتها في قضايا تلوث الهواء أمرٌ ضروري لبناء القدرة على الصمود وتعزيز النُظم الغذائية والصحية، وهو هام بشكل خاص للمجتمعات المحلية المعرّضة للمخاطر والدول النامية التي يقع على عاتقها الجزء الأكبر من ظواهر التلوث والتغير المناخي (منظمة الصحة العالمية، 2022).
ونشير إلى الحاجة إلى قراءة طبية لبيانات الرصد البيئي التي يجب أن تقوم بها السلطات الصحية على المستوى الوطني والإقليمي أو المحلي، لتعزيز الحماية الصحية للسكان من تلوث الهواء وضمان تطبيق المبدأ التحوطي. وأيضا هناك حاجة إلى تعاون أقوى بين الوكالات البيئية والسلطات الصحية لمواجهة التحديات الجديدة لصحة الإنسان والمخاطر الناشئة عن تلوث الهواء وتغير المناخ. يجب على السلطات الصحية دمج موظفيها الطبيين مع المهنيين والباحثين الجدد الذين تلقوا تدريبا كافيا في العلوم البيئية لتعزيز حماية صحة السكان من تلوث الهواء. (Iriti, et al., 2020).
وأخيرا، ينبغي زيادة الجهود المبذولة في مجال تثقيف الجمهور بشأن الآثار الضارة للتعرض لتلوث الهواء، ولا سيما من قبل الأطباء الذين يتعاملون من المرضى المعرضين للخطر. يجب أن ينظر إلى التعرض لتلوث الهواء على أنه عامل خطر رئيسي قابل للتأثير على أمراض القلب والأوعية الدموية. وتوفر وكالة حماية البيئة الأمريكية قراءات يومية لمستوى الأوزون والجسيمات وقد لا يساعد نشر هذه القراءات بشكل أكبر أولئك المعرضين لخطر الآثار الصحية المرتبطة بالجسيمات فحسب، بل قد يؤدي أيضا إلى زيادة الوعي بتأثير التعرض للجسيمات على الصحة، وربما زيادة الطلب على تغييرات السياسة للحد من إنتاج تلوث الهواء (Hamanaka & Mutlu, 2018).
لكن عزيزي القارئ لا تهرع وتنعزل عن مجتمعك؛ فعلى الرغم من أن المخاوف بشأن تلوث الهواء خطيرة، إلا أنه لا يزال يتعين عليك قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق خلال الأيام والأوقات التي تكون فيها أخطار التعرض للتلوث أقل، فقط تحقق من تقرير جودة المنطقة المحلية وخطط للنزهات في الصباح أو في المساء.
قائمة المراجع
المراجع العربية:
رمضان عبدالحميد محمد الطنطاوي. (2004). التربية البيئية تربية حتمية(ط2). دار النهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة.
سحر أمين حسين. (2008). موسوعة التلوث البيئي. دار دجلة ناشرون وموزعون، الأردن.
منظمة الصحة العالمية. (2022، نوفمبر22). يجب وضع الصحة في طليعة وصميم المفاوضات بشأن تغير المناخ في مؤتمر الأطراف. مسترجع بتاريخ ديسمبر 29، 2022، من موقعhttps://www.who.int/ar/news/item/12-04-1444-health-must-be-front-and-centre-in-the-cop27-climate-change-negotiations
وزارة البيئة. (د. ت). الهواء: ملوثات الهواء. مسترجع بتاريخ ديسمبر 30، 2022، من موقع https://www.eeaa.gov.eg/
المراجع الأجنبية:
Anenberg, S., Miller, J., Henze, D., & Minjares, R. (2019). A global snapshot of the air pollution-related health impacts of transportation sector emissions in 2010 and 2015. International Council on Clean Transportation: Washington, DC, USA.
Ghorani-Azam, A., Riahi-Zanjani, B., & Balali-Mood, M. (2016). Effects of air pollution on human health and practical measures for prevention in Iran. Journal of research in medical sciences : the official journal of Isfahan University of Medical Sciences, 21, 65. https://doi.org/10.4103/1735-1995.189646
Calderón-Garcidueñas, L, et al. (2016) Air Pollution and Brain Damage. Toxicologic Pathology, 30(3):373-389. doi:10.1080/01926230252929954
Hamanaka, R. B., & Mutlu, G. M. (2018). Particulate matter air pollution: effects on the cardiovascular system. Frontiers in endocrinology, 9, 680. https://doi.org/10.3389/fendo.2018.00680
Iriti, M., Piscitelli, P., Missoni, E., & Miani, A. (2020). Air Pollution and Health: The Need for a Medical Reading of Environmental Monitoring Data. International Journal of Environmental Research and Public Health, 17(7), 2174. https://doi.org/10.3390/ijerph17072174
Mohai, P., Kweon, B., Lee, S., & Ard, K. (2011). Air Pollution Around Schools Is Linked To Poorer Student Health And Academic Performance. Health Affairs 30(5), https://doi.org/10.1377/hlthaff.2011.0077
Turner, M. C., Andersen, Z. J., Baccarelli, A., Diver, W. R., Gapstur, S. M., Pope III, C. A., ... & Cohen, A. (2020). Outdoor air pollution and cancer: An overview of the current evidence and public health recommendations. CA: a cancer journal for clinicians, 70(6), 460-479.https://doi.org/10.3322/caac.21632
World Bank Group. (2019, September 12). The global distribution of air pollution. WBG. Retrieved December 29, 2022, from https://datatopics.worldbank.org/world-development-indicators/stories/the-global-distribution-of-air-pollution.html
Mackenzie, J., & Turrentine J. (2021, June 22). How smog, soot, greenhouse gases, and other top air pollutants are affecting the planet—and your health. NRDC. Retrieved December 29, 2022, from https://www.nrdc.org/stories/air-pollution-everything-you-need-know#sec2
Rowello, L., (2021, September 16). Air Pollution Exposure in Childhood Linked to Mental Health Concerns at Age 18. Verywell Mind, Retrieved December 30, 2022, from https://www.verywellmind.com/air-pollution-negatively-impacts-mental-health-5184979
Kumasi, G., (2022, September 14). WHO trains health workers in Ghana on air pollution and health [Pilot workshop]. WHO. Retrieved December 29, 2022, from https://www.who.int/news/item/14-09-2022-who-trains-health-workers-in-ghana-on-air-pollution-and-health
United Nations Environment Program. (2022, October). International Day of Clean Air for blue skies, 7 September. UNEP. Retrieved December 29, 2022, fromhttps://www.un.org/en/observances/clean-air-day
World Health Organization. (2022, December 16). Call for consultant to assist the WHO Expert Working Group on Climate Change, Air Pollution and Health (EWG Climate Change). WHO. Retrieved December 29, 2022, from https://www.who.int/news-room/articles-detail/call-for-consultant-expert-working-group-climate-change-and-health-team
رأيك يهمنا، فضلا شاركنا إياه